مسؤول في “الليغا” يكشف سبب إجراء “الكلاسيكو” في وقت مبكر لأول مرة في التاريخ
الحصاد 24 – أ ف ب
للمرة الأولى في تاريخ المواجهات بين ريال مدريد وبرشلونة، يقام “كلاسيكو” كرة القدم الاسبانية في توقيت مبكر (12,00 بتوقيت غرينيتش) السبت، في خطوة يأمل الدوري الاسباني ان تفيده في جذب مزيد من المشجعين الآسيويين… وأموالهم.
ويقول مسؤول التواصل في “الليغا” خوريس إيفرز لوكالة فرانس برس “نحن تواقون لأن نوفر لمشجعينا في آسيا، فرصة متابعة المواجهة بين ريال مدريد وبرشلونة في توقيت مناسب بالنسبة إليهم”.
وبحسب رابطة الدوري، يتوقع ان يبلغ عدد مشاهدي التلفزيون لهذا اللقاء الذي يعد من الأهم في روزنامة مواعيد كرة القدم خلال الموسم، نحو 650 مليون شخص، تجذبهم المنافسة الشديدة بين ناديين مدججين بالنجوم، لاسيما أفضل لاعبين في العالم خلال الأعوام الماضية، البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي.
ويرى استاذ الاقتصاد في جامعة برشلونة والخبير في الشؤون المالية لكرة القدم الاسبانية خوسيه ماريا غاي دي ليبانا، ان هذه المباراة، بما تمثله أيضا من حساسية سياسية بين مركزية مدريد وإقليم كاتالونيا، هي “الواجهة المثالية، المباراة الأهم ليرى الناس كرة القدم الاسبانية”.
الا ان “الليغا” والناديين يبحثان أيضا عما هو أبعد من العائدات المغرية لحقوق البث التلفزيوني، اذ ترغب هذه الأطراف بالحصول على فرصة أكبر لإبراز رعاة الدوري والناديين، ما قد يساهم في حصولهم جميعا لاحقا على عقود جديدة ذات عائدات مالية أكبر.
وكان نادي برشلونة وقع العام الماضي عقدا رعائيا لقميصه مع شركة التجارة الالكترونية اليابانية “راكوتن”، تقدر قيمته بـ 258 مليون دولار على الأقل على مدى أربعة أعوام، وهو رقم قياسي للنادي.
ويقول غاي دي ليبانا “يريدون ان يبيعوا (الليغا وأنديتها) منتجاتهم في الأسواق الدولية، ولاسيما في آسيا”.
وبحسب دراسة أجراها المتخصصون في تحليل توجهات المستهلكين في “نلسون سبورتس”، وفر “الكلاسيكو” الأول العام الماضي عائدات بأكثر من 45,5 مليون دولار للرعاة.
ويوضح إيفرز ان موعد انطلاق المباراة في 23 كانون الأول/ديسمبر “هو الساعة 13,00 بتوقيت مدريد، 20,00 في شنغهاي (الصينية)، 19,00 في جاكرتا (أندونيسيا) و17,30 في نيودلهي (الهند)”.
يضيف “هذه هي المدن التي نعرف بتواجد العديد من مشجعي +الليغا+ فيها، وسنقيم فيها نشاطات للاحتفاء بالكلاسيكو”.
ويتابع “نشاطات إضافية ستنظم في أماكن أخرى مختلفة في آسيا. من خلال هذه ومبادرات أخرى، نريد ان نجعل من المتابعين الحاليين مشجعين أكبر لليغا، وبالطبع، نريد ان نجذب مشجعين إضافيين”.
تندرج هذه الخطوات في إطار استراتيجية يعتمدها الدوري الاسباني، ويبدو من خلالها مدركا لتراجع موقعه في آسيا إزاء الدوري الانكليزي الممتاز الذي يحظى بشعبية أكبر لدى المشجعين.
وعلى سبيل المثال، تقدر عائدات البث التلفزيوني محليا ودوليا للدوري الانكليزي بنحو 3,9 مليارات دولار في الموسم، في مقابل 1,9 مليارا للدوري الاسباني.
وعلى رغم التفوق الآسيوي للدوري الانكليزي، الا ان الدوري الاسباني “يعوض” في مناطق أخرى عالميا، لاسيما في القارة الأميركية حيث نسبة كبيرة من الناطقين بالاسبانية، وحتى في أوروبا.
وفي وقت سابق من هذا العام، قال رئيس رابطة الدوري الاسباني خافيير تيباس خلال افتتاح مكتب ممثل للدوري في سنغافورة “غيرنا مواقيت المباريات لتكون منطقية بالنسبة الى بلدان آسيا، وسنواصل اتخاذ خطوات لضمان ان هذا الجزء من العالم سيكون قادرا على الاستمتاع بالليغا بأكبر قدر ممكن”.
ويدرك تيباس ان الموقع المميز لكرة القدم الاسبانية على الصعيد العالمي، تهدده القدرة الاقتصادية الهائلة لمنافستها الانكليزية.
وحذر المسؤول الاسباني في مراحل سابقة من ان الدوري الانكليزي الممتاز قد يتحول الى “ان بي إيه أوروبي”، في إشارة الى دوري كرة السلة الأميركي، وان هذه القدرة المالية لكرة القدم الانكليزية قد تؤدي الى “خطف” نجوم من الدوري الاسباني كرونالدو وميسي، في ظل عجز الأندية المحلية على الوقوف في وجه ذلك، كما كانت حال برشلونة في صيف 2017 مع انتقال البرازيلي نيمار الى باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة تاريخية بلغت قيمتها 222 مليون يورو.
ويبدو ان القدرات المالية بدأت تنعكس على المستوى على أرض الملعب. ففي حين أحرز برشلونة وريال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا سبع مرات في المواسم الـ 12 الماضية، تشهد المسابقة القارية الأهم هذا الموسم للمرة الأولى، مشاركة 5 أندية انكليزية في دور الـ 16.
وإزاء الاقبال الاسباني على الأسواق الآسيوية، يبدو غاي دي ليبانا أكثر ميلا للتركيز على أسواق أميركا اللاتينية، لاسيما وان العديد من نجوم الدوري الاسباني، مثل ميسي وزميله الأوروغوياني لويس سواريز، يتحدرون منها.
ويرى ان على الرابطة والأندية “ان تغامر وتتطلع نحو أميركا اللاتينية. هذه دول ناشئة مع طبقة وسطى تشهد نموا، وقدرة إنفاق أكبر”.